الآن، وأنتم تقرأون هذه الكلمات هناك أناس كثيرون يعانون من الأذى… بعضهم يتعذّب من الجوع… والبعض الآخر أُجبر على العمل وهو صغير السّن… وهناك أناس آخرون طُردوا من بيوتهم، وحِيل بينهم وبين أهليهم، وحرموا من العيش مع أبنائهم، ونُفوا من أوطانهم… كل يوم تطالعنا الصحف والتلفزيون بمشاهد لهؤلاء الناس. أكثر الناس ما إن يقلب صفحة الجريدة التي يقرأ فيها خبر هؤلاء النّاس، و ما إن يغير قناة التلفزيون التي تتحدث عن هؤلاء المعذّبين حتى ينساهم. وما دام العالم كلّه يتصرف على هذا النحو، فإن الظلم والألم لن ينتهيا أبدا. الحلّ يكمن لدى ضمائر تقدم المساعدة إلى الآخرين دون مقابل. والدين فقط هو الذي يمدّ الضمائر بهذا الإحساس، والمؤمنون الصادقون هم الذين يضحّون من أجل الآخرين ويساعدونهم من أجل الفوز برضا الله تعالى.
الدماغ...طاقة ليس بالإمكان إلى حد الآن حل أسرارها اللامتناهية...أيّ خلل مهما كان بسيطا في هذا التصميم الدقيق يمكن أن يتسبب في تغيير أشياء كثيرة في حياتنا.لقد أمكن للأبحاث العلمية في وقتنا الحاضر أن تقربنا خطوة أخرى نحو اكتشاف أسرار هذا العضو ووظائفه الإعجازية...طوال حياتنا، تحيط ببيئتنا آلاف الروائح والمذاقات التي تغني حياتنا وتثريها.لنتأمل في آلاف الروائح الموجودة في الطبيعة، ولنفكر في التراب الذي تنبعث فيه الحياة بعد نزول المطر، ولنفكر كذلك في روائح شخص مّا نحبه...ولنفكر كذلك في الأطعمة التي تختلف مذاقاتها عن بعضها البعض...والآن لنتصور أن جميع الروائح والمذاقات التي نعرفها غير موجودة... فمجرد التفكير للحظة واحدة أنها غير موجودة يكشف لنا أن الذوق والرائحة نعمتان عظيمتان...وواهب هذه النعمة هو الله تعالى خالق جميع الكائنات.بالرغم من العدد الهائل لهذه المذاقات والروائح فإننا نستطيع أن نحسها دون أن نبذل أي جهد. هذه الأنظمة تعمل طوال حياتنا، من أجلنا نحن من غير أن ترتكب أي خطإ. والغاية من هذا الفيلم، هي أن نتأمل في كمال هذه الأنظمة، لندرك مرة أخرى سعة علم الله تعالى وقدرته اللامتناهية.
من الذي خلقكم؟ ومن الذي جعل لعيونكم وشعوركم ألوانها؟ من الذي منحكم هذه القامة وأعطى لجلودكم ألوانها؟ من الذي خلقكم وخلق غيركم من البشر، وخلق السماوات والأرض وما بينهما من الكائنات؟ من الذي نظّم الكواكب الموجودة في أعماق الفضاء السحيق، ونظم الشمس والنجوم؟ أكثر الناس يقدمون جوابا واحدا على هذه الأسئلة: الله هو الذي خلقنا. ولا شك أن هذا هو الجواب الصحيح على هذه الأسئلة. حسنا، ولكن إلى أي مدى نعرف ربّنا الذي خلقنا وخلق جميع الكائنات بكل تفاصيلها؟ هذا الفيلم أعدّ من أجل التعريف بصفات الله تعالى التي وردت في القرآن الكريم، الله الذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد. وغاية هذا الفيلم أن يدفع الناس لمعرفة الله تعالى القدير حق المعرفة. وبذلك يساهم في تقريبهم منه أكثر فأكثر.
إن الإنسان المتفكر يدرك حقيقة الحياة الدنيا، ويرى صفات الله تعالى في كل ما يشاهده حوله. وهو على عكس أكثر الناس يفكر في الهدف من وجوده في هذه الحياة. وهو يفهم الحكم التي علمها للإنسان ويبدأ بالتفكير بالطريقة التي أمرنا الله تعالى بها. وكنتيجة لكل هذا يحس أكثر من غيره بنعم الله عليه، وهو من جانب آخر لا يرهق نفسه بالطمع الزائد، ولا يحشرها في مآزق لا مخرج منها. هذه الأمور هي بالنسبة إلى الإنسان المتفكر بعض الفضائل القليلة التي يفوز بها في الحياة الدنيا. أما في الحياة الآخرة فهو يفوز بمحبة الله ورضاه ورحمته وجنته. وهدف هذا الفيلم هو تنبيهكم مرة أخرى من أجل التفكير في جملة من الحقائق وحثكم للتقرّب أكثر من الله تعالى.
يستطيع الدلفين أن يحدّد اتجاهاته بواسطة أصوات الأمواج، ويمكنه أن يبصر داخل ظلمات البحار أفضل من الإنسان بكثير. كما أنه قادر على السباحة في الماء بسرعة بفضل جلده الأملس. أما الفيلة فإن خرطومه يحتوي على آلاف الأعصاب، وتحتوي أقدامها على أنظمة تلقائية، وهناك تواصل عال للغاية بين أفرادها... جميع هذه الأنظمة عمل الإنسان على تقليدها واتخاذها مثالا له. والحال أن هذه الكائنات الحية زُودت بهذه الأنظمة منذ اللحظة الأولى لوجودها. في إحدى آيات القرآن الكريم يبين الله تعالى خالق الكون والكائنات، أنه أوجد الدلائل لكي نفكر في عظمة خلقه. "وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (الجاثية: الآية 4)
إن بيوتنا والمدرسة التي نتعلم فيها، والحدائق التي نلعب فيها، والهواء الذي نتنفسه، والجبال والوديان كلها موجودة في الطبيعة من حولنا. وهناك الطيور والحمار الوحشي والأفيال والزرافات والقطط... والأشجار والفواكه والخضر... نعم أصدقائي، ولكن هناك عالم آخر لا نستطيع نحن ولا الكائنات التي ذكرناها أن نعيش فيه، إنّه عالم البحار... هنا كذلك تعيش الكائنات الحية. هنا تعيش الأسماك المهرّجة، وأنواع من الأسماك تتحرك في شكل مجموعات، ويعيش عقرب البحر صاحب الأشواك المسمومة، ونوع آخر من السمك يتحرّك وكأنه يرقص. وفي البحر تعيش كذلك كائنات كثيرة أخرى... وهذه الكائنات لا تفهم حقيقة العالم الذي نعيش فيه نحن، فالله تعالى خلقها بطريقة تستطيع أن تعيش في البحار والمحيطات. ومن خلال هذا الفيلم سوف تقوم بجولة في عالم البحر لتكتشف بعض الكائنات التي تعيش هناك وتتعرف إليها عن قرب.
هل تعرفون العالم الرائع الموجود في أعماق البحار؟ هل اطلعتم يوما على الخصائص المدهشة للكائنات البحرية؟ وهل تعرفتم على جمالها الخلاب؟ هذا الفيلم يفتح أعينكم على عالم ما تحت البحار. وسوف تُصيبكم الدهشة مرة أخرى من روعة الإبداع الإلهي في خلقه.